هل ارتفاع حرارة السيارة خطير؟

تعمل مختلف السيارات بمحرك احتراق داخلي، أي أن الطاقة التي ينتجها المحرك تكون ناتجة عن عمليات احتراق داخل المحرك، وبالطبع فإن الاحتراق يولد حرارة داخل المحرك قد تصل إلى 200 درجة مئوية، لذلك يستخدم لمحركات الاحتراق الداخلي نظام تبريد يساعد في الحفاظ على حرارة المحرك ضمن نطاق محدد وهو ما بين 80 إلى 100 درجة مئوية، وهو نطاق الحرارة الأمثل لعمل المحرك، والذي يكون فيه أداء المحرك أفضل ما يمكن، ولكن في حال انخفاض الحرارة عن هذا النطاق، فإن أداء المحرك يتراجع قليلًا دون أي أضرار للمحرك، ولكن في حال ارتفاع الحرارة عن هذا النطاق، فإن أداء المحرك يتراجع أيضًا، وقد يتعرض المحرك لأضرار جسيمة قد تصل إلى تلف مكونات المحرك بالكامل، وخلال هذا المقال سوف نستعرض أبرز الأضرار التي تنتج عن ارتفاع حرارة المحرك.^[١]

أضرار ارتفاع حرارة السيارة

فيما يلي توضيح لأبرز الأضرار التي تترتب على ارتفاع درجة حرارة المحرك أعلى من الحد الطبيعي:

تلف حشوة الرأس (الكاسكيت)

يتواجد كاسكيت الرأس ما بين جسم المحرك ورأس المحرك، وهو عبارة عن إطار مصنوع من الألياف، وظيفته أن يعمل كختم يحول دون تسرب سائل التبريد وزيت المحرك من مجراهما، بالإضافة إلى منع تسرب الضغط الناتج عن الاحتراق داخل الأسطوانات، وفي حال ارتفاع الحرارة لأعلى من 100 درجة مئوية ولفترة طويلة، فإن هذه الحشوة تنعطب (تحترق)، مما يؤدي إلى اختلاط كل من ماء الرديتر مع زيت المحرك، بالإضافة إلى فقدان الضغط داخل المحرك، وهذا بدوره يؤدي إلى تلف أجزاء أخرى من المحرك في حال عدم صيانته بأسرع وقت ممكن.^[٢][٣]

تلف رأس المحرك

على غرار حشوة الرأس، يمكن أن يتعرض المعدن المستخدم في صناعة رأس المحرك إلى الانبعاج جراء التعرض لدرجات حرارة عالية ولفترات طويلة، وهذا بدوره أيضًا يؤدي إلى حدوث فراغات ما بين الرأس والجسم، وبالتالي يتسرب كل من سائل التبريد والزيت، بالإضافة إلى ضغط المحرك، وفي هذه الحالة لا بد من إعادة صقل الرأس إن أمكن أو استبداله بالكامل، وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات يتعرض الرأس لتشققات؛ مما يؤدي إلى تلفه بالكامل.^[٢][٣]

تلف جسم المحرك

كغيره من أجزاء المحرك، يتم صناعة جسم المحرك من معدن صلب للغاية، ولكنه في حال تعرضه للحرارة العالية ولفترات طويلة، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث تشققات وتصدعات فيه، وبحسب أماكن هذه التصدعات يكون التأثير، فإما أن تؤدي إلى تسرب سائل التبريد أو الزيت أو كلاهما معًا، وإما أن يكون التسرب إلى خارج المحرك، أو إلى داخل الأسطوانات، بحيث يظهر ذلك على جسم المحرك في حال كان للخارج، ويظهر على شكل دخان أبيض في حال كان للداخل.^[٢][٣]

أعطال نظام التبريد

بالإضافة إلى المحرك، فإن أول الأنظمة التي تتأثر في ارتفاع حرارة المحرك هو نظام التبريد، والذي يتكون من عدة أجزاء مثل الرديتر وخظان الفائض، والخراطيم والثيرموستات، وجميعها عرضة للتلف والتشققات في حال ارتفاع حرارة سائل التبريد عن النطاق الطبيعي للحرارة، ويمكن الاستدلال على حدوث خلل من خلال نقص سائل التبريد باستمرار، أو وجود تجمع للماء أسفل السيارة.^[٢][٣]