أسباب وعلامات عطل موبينة السيارة وطريقة الفحص

تُعرف موبينة السيارة على أنّها ملف اشتعال المحرك، ويُذكر اسم شائع آخر لها وهو "الكويل"، وتتمثّل مهمّة الموبينة في بدء تشغيل السيارة، واعتبارها جزءًا مهماً من نظام الإشعال فيها، حيث إنّها عبارة عن محوّل صغير يقوم عمله على تحويل جهد بطارية السيارة البالغ 12 فولت إلى آلاف الفولتيات اللازمة لبدء تشغيل السيارة، إذ لا يُمكن للبواجي إصدار شرارة الاحتراق وتشغيل محرك السيارة دون تحويل الطاقة من الموبينة، وتكون بالعادة عبارة عن أربع ملفات مجتمعة في حزمة ملف واحدة، وقد تتعرّض الموبينة إلى التلف أو التعطل ما يؤثر بشكلٍ مباشر على أداء السيارة وإمكانيّة تشغيلها، وسنتعرف في هذا المقال عن علامات وأسباب تلفها، وطريقة فحصها.^[١]

علامات عطل موبينة السيارة

تظهر بعض العلامات على موبينة السيارة والتي تدلّ بشكلٍ واضح على وجود مشكلة ما فيها، وفيما يأتي أكثر علامات تعطلها شيوعاً وتكراراً:^[٢][٣]

• الارتداد العكسي: يطلق عليه أيضا (باك فير) ويدل حدوثه إلى وجود بداية تكوّن مشكلة في موبينة السيارة، حيث يكون السبب هو خروج الوقود غير المستخدم في أسطوانات الاحتراق الموجودة في المحرك عبر أنبوب العادم، وتكون الإشارة على ذلك أيضاً انبعاث دخان أسود عبر أنبوب العادم، ويجب إصلاح هذه المشكلة وهي في بدايتها وقبل تفاقمها تجنباً لإحداث ضرر أكبر.
• استهلاك الوقود بصورة كبيرة: تُعدّ علامة استهلاك السيارة للوقود بشكلٍ مبالغ فيه وعلى غير المعتاد دلالةً على وجود عطل في موبينة السيارة.
• إخفاق تشغيل المحرك: تظهر علامة إخفاق تشغيل المحرك كالمعتاد كدلالة على تعطّل موبينة السيارة، حيث يُسبّب تعطلها حدوث اختلال في أداء المحرك، وظهور صوت كالسعل عند تشغيل المحرك، بالإضافة إلى صدور اهتزاز وارتجاج من السيارة عند القيادة على سرعة عالية.
• توقف السيارة: يكون توقف السيارة أثناء تشغيلها فجأةً دلالةً على وجود عطل في موبينة السيارة؛ وذلك بسبب الشرر غير المنتظم الذي تُرسله الموبينة إلى البواجي، كما قد يواجه السائق صعوبةً في إعادة تشغيل السيارة مرةً أخرى بعد توقفها.
• اهتزاز المحرك وتباطؤ أداءه: تكون علامة اهتزاز المحرك أثناء تشغيل السيارة أو تردد حركة السيارة عند تسارعها دليلاً على تعطل موبينة السيارة، حيث يكون ذلك بإحساس السائق بفقدان السيارة لطاقتها وقدرتها على الحركة بشكلٍ طبيعي.
• اشتعال ضوء فحص المحرك على لوحة القيادة: يكون ظهور ضوء إشارة فحص المحرك على لوحة القيادة دلالة على وجود عطل ما في المحرك أو أحد أجزائه، وقد تكون الموبينة أيضاً هي الجزء المُشار إليه في الضوء، ويجب الذهاب إلى ورشة فحص السيارات والتأكد من ذلك.
• صعوبة بدء تشغيل محرك السيارة: يواجه السائق صعوبةً في تشغيل محرك السيارة إذا تعطلت الموبينة وكانت مكوّنة من ملف واحد فقط، حيث تُسبّب دوران المحرك دون وجود شرارة الاشتعال الكافية لتشغيله.
• تسّرب الزيت: قد تكون علامة تسرّب الزيت من السيارة دليلاً على تعطّل الموبينة، حيث إنّها تكون مغلّفةً في غلاف مملوء بالزيت، وعند تعطل الموبينة وارتفاع درجة الحرارة داخلها سيحدث تشقّقاً لهذا الغلاف وبالتالي يتسّرب الزيت.

أسباب عطل موبينة السيارة

يُسبّب تعطل موبينة السيارة إلى تعطل أداء المحرك وفشل السيارة في الاستمرار بالحركة، وقد يكون هناك أسباب معيّنةً وراء تعطلها، ومنها ما يأتي: ^[٤][٥]

• تعطل شمعات الاشتعال (البواجي): يولد تعطل البواجي وجود ضغط كبير على موبينة السيارة، وإجبارها على العمل بجهد وطاقة زائدة من أجل سدّ فجوة تعطل البواجي، ويؤدّي هذا الحمل الزائد إلى ارتفاع درجة حرارة الموبينة وبالتالي سرعة تعطلها وفشل عملها.
• اهتزازات السيارة: يؤدّي اهتزاز السيارة إلى تلف الموبينة، حيث تُسبّب كسور وانقطاع في الملفات الثانوية للموبينة.
• ارتفاع درجة الحرارة: يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحرك بشكلٍ سلبي على موبينة السيارة، حيث تقوم بدورها على إعاقة قدرة الموبينة على توصيل الطاقة والكهرباء للمحرك، وقد يؤدّي أيضاً إلى ذوبان ملفات الموبينة، ويكون سبب ارتفاع درجة الحرارة عادةً نقص زيت المحرك أو تسرّبه.
• تآكل الموبينة وتلفها: يؤدّي تآكل الموبينة وانعدام العزل ما بين الملفات الأولية الثانوية إلى تعطل أداءها، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الملف.
• رداءة البخاخات أو انسدادها: يؤدّي انسداد بخاخات السيارة أو ما تُعرف بمحاقن الوقود إلى تعطل موبينة السيارة وتلف ملفاتها، كما يؤثر رداءة نوعها على عمل الموبينة وكفاءة أداءها.
• استخدام كيبلات خاطئة في مكونات الموبينة: قد يؤدّي تركيب ملف بجهد غير مناسب داخل الموبينة إلى تعطّلها عن العمل وتراجع أدائها، ويجب التأكد من جهد الملف ونوعه عند تركيبه تجنباً لاحتراقه مباشرةً عند تشغيل المحرك.
• استخدام أسلاك غير مناسبة: يؤدّي الاستخدام الخاطئ لأنواع الأسلاك التي يتم تركيبها في الموبينة إلى التأثير على جميع أجزاء المحرك وإعاقتها عن العمل، حيث تُسبّب الأسلاك الخاطئة تكوين جهد غير صحيح وتوليد مقاومة إضافية، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحرك وتدهور مكوّناته.

أنواع موبينة السيارة

تكون موبينة السيارة من نوع محدّد عادةً في السيارة، ويوجد أربعةً مختلفة من الأنواع، وهي كما يأتي:^[٦]

• الموبينة التقليدية: يقوم مبدأ عمل الموبينة التقليدية على نظام اشتعال ميكانيكي من نوع النقطة، حيث تنتقل الطاقة الكهربائية من البطارية إلى الملفات الأولية في الموبينة، ثمّ يمر التيار الكهربائي إلى الملف الأساسي ويكوّن مجالاً مغناطيسياً، ثمّ تمر الطاقة إلى لفات الملف الثانوي، وينشأ هناك تياراً جديداً يتدفّق بعد ذلك إلى شمعات الاشتعال (البواجي) خلال ثواني.
• الموبينة الإلكترونية: يمتلك هذا النوع نفس خصائص الموبينة التقليدية، بالإضافة إلى وجود نظام إلكتروني ووحدة للتحكم، ويقومون بتوزيع الطاقة عبر وجود مكان موزع ونقاط متعددة تتبادل الطاقة بينها لخلق شرارة الاشتعال وإرسال الطاقة إلى البواجي عبر هذا النظام.
• الموبينة قليلة التوزيع DIS: يسمح هذا النوع من الموبينات بتوزيع قدر كبير من الطاقة تشغيل المحرك، وتوفير الطاقة هذه لتكون متاحة عبر عدد كبير من الملفات، ويستخدم نظام هذا النوع من الموبينة الكومبيوتر لتحديد وقت إشعال شرارة المحرك، وتوفير نظام مغناطيسي للكشف عن سرعة المحرك من خلال أجهزة الاستشعار.
• الموبينة القابلة للشحن COP: يحتوي هذا النوع من الموبينات على جميع عناصر ووحدات التحكم الإلكترونية الموجودة في نظام الإشعال المباشر، وإضافة إلى ذلك فإنّه يوجد أسطوانتين تشترك كلّ واحدة منهما مع مجموعة من ملفات الموبينة، حيث يتمّ إنتاج ما مقداره 47000 فولت من الطاقة خلالها.

طريقة فحص موبينة السيارة

يُمكن فحص الموبينة عند فنيّ معتمد في تصليح السيارات، ويُمكن فحصها أيضاً من قِبل المستخدم دون اللجوء إلى فني مختّص، ويكون ذلك بوجود عدد من الأدوات؛ الماسح الضوئي من نوع OBD II، وجهاز اختبار الشرارة، ومجموعة من المقابس، وجهاز الملتيميتر، مع ضرورة ركن السيارة على مكان مستوي للتمكّن من الفحص بسهولة، ثمّ بعد ذلك يجب اتّباع عدد من الخطوات، وهي كما يأتي:^[٧]

• إيقاف تشغيل السيارة ثمّ تركها قليلاً للسماح لها بالتبريد.
• استخدام أداة الماسح نوع OBD II؛ وذلك لتحديد مكان الأسطوانة، ومعرفة المكان المتعطل، من خلال توصيله بكمبيوتر السيارة.
• إزالة الموبينة من مكانها، وأثناء ذلك يُمكن تفقّد شمعات الاشتعال (البواجي) والتأكد من خلوّها من أيّ ضرر أو تعطل، واستبدالها إذا كانت متعطلة أو إذا كانت في حالة متردية.
• فحص مكان الموبينة والتأكد من خلوّه من أي تشقّق أو كسر أو أيّ ضرر آخر، حيث يُمكن أن يكون دمار المكان هو السبب في تعطلها.
• استخدام جهاز اختبار الشرارة للتحقق من الموبينة ومن ملفات الاشتعال الأولية والثانوية الموجودة فيها.
• توصيل جهاز الاختبار في الملف الأساسي، وتعليق الأسلاك الأرضية، ثمّ توصيل الموبينة في موصل الملفات.
• التأكد من فجوة الاشتعال، وضبطها إلى القياس الصحيح.
• تشغيل المحرك أثناء ذلك والتأكد من وجود شرارة كبيرة أثناء ذلك للدلالة على سلامة الموبينة من أيّ ضرر، أمّا إذا لم يكن هناك أيّ شرارة فإنّ الموبينة متعطلة هي أو أحد أجزائها.
• يُمكن استخدام جهاز الملتيميتر لاختبار الموبينة وفحصها في حال عدم توفر أيّ من الأدوات السابقة للفحص، ويكون ذلك بتركيب الجهاز مع الموبينة وتوصيله من خلال الأسلاك، وفحصها من خلال التأكد من أرقام المقاومة الكهربائية التي يُصدرها الجهاز عند ربطه مع الدوائر الكهربائية، والملفات الأساسية، والثانوية في الموبينة.